أكد مستشار رئيس الوزراء لشؤون النقل، ناصر الأسدي، الاثنين، أن زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إلى واشنطن، تختلف عن جميع سابقاتها، وفيما أكد أن مئات الشركات الأمريكية تواصلت مع السفارة العراقية في واشنطن للقاء رئيس الوزراء، أشار إلى أن الزيارة ستشهد توقيع عقود مع شركات كبرى.
وقال الأسدي، في تصريح متلفز، اطلعت عليه “الذكرى نيوز”، إن “زيارة رئيس الوزراء إلى واشنطن، مهمة جداً ومختلفة عن جميع زيارات رؤساء الوزراء السابقين إلى الولايات المتحدة، إذ كانت دائماً ما تختص بمواضيع الأمن والجيش والتحركات العسكرية، أما هذه الزيارة فهي زيارة تقنية 100%، وسوف تتطرق إلى موضوعات الصحة والتعليم والطاقة والنقل والخدمات والصناعات المختلفة، الدوائية والإنشائية والميكانيكية والغذائية، إضافة إلى وجود برنامج تتضمنه الزيارة يختص بالتعددية الديمقراطية في العراق والتي تتمثل بالتعددية السكانية وفئات المجتمع العراقي ومكوناته وحاجاتهم”، مؤكداً أن “أهمية الزيارة تأتي من هذه المواضيع التي تناقش دائماً داخلياً ولا تناقش خارجياً”.
وأضاف أن “العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية ليست علاقات أمن وجيش وعسكر فقط، فهنالك خبرات عالمية تمتلكها الولايات المتحدة يمكن نقلها إلى العراق، خصوصاً في مجالات إدارة الطيران والنقل والإدارة السياحية والمصارف في شركات التأمين”.
ولفت إلى أن “أمريكا بلد كبير يمتلك طاقات وخبرات عالمية ضخمة، والعراق يحتاج إلى تطوير قطاع الطيران من حيث الفاحصين ونظم الطيران المدني وتدريب الطيارين والملاكات الموجودة في الخطوط الجوية العراقية وسلطة الطيران المدني في المطارات العراقية، فضلاً عن أسلوب إدارة المطارات العراقية، وبالتالي من الضروري نقل هذه الخبرات والاستفادة منها بحكم علاقتنا القوية مع الولايات المتحدة”.
وأشار إلى أن “هناك قطاعات جديدة دخلت إلى السوق العراقية، منها قطاع النقل بالمترو وقطاع النقل العام بواسطة استخدام طرق متعددة، وعليه يجب أن تنقل التكنولوجيا الموجودة في الولايات المتحدة إلى العراق بأسلوب عصري ومتطور، والاستفادة منها من خلال التدريب وتطوير العلاقة مع وسائط النقل في الولايات المتحدة”، مبيناً أن “ذلك يتم من خلال نقل التكنولوجيا إلى العراق ومن ثم إدارتها والاستثمار في مجال النقل لإدارة قطاع النقل في العراق”.
وتابع: “كان لدينا اجتماع مع القطاع الخاص في العراق، وهنالك اجتماعات يوم غد وبعد غد مع القطاع الخاص الأمريكي، ويجب أن يكون هناك تفاعل ما بين القطاعين لكي نبني ثورة اقتصادية داخل العراق”، مؤكداً “ضرورة التوجه إلى القطاع الخاص وتطويره لمساعدة الحكومة في سرعة الإنجاز”.
ونوه بأن “الحكومة طرحت مشروع مترو بغداد إلى الاستثمار، وبالتالي أشركت القطاع الخاص في هذه العملية، لا سيما أن القطاع الخاص هو من يطور البلد وله اليد الطولى في توسيع الاستثمار، وعليه يجب أن تساعد الحكومة القطاع الخاص وتفتح الفرص أمامه”.
ونبه إلى أن “مئات الشركات الأمريكية تواصلت مع السفارة العراقية لغرض اللقاء برئيس الوزراء، فضلاً عن عقود سيتم توقيها مع شركات كبيرة في الولايات المتحدة”، مردفاً بالقول: “الآن نحن نتوجه من خلال سفارتنا والملحقية التجارية، إلى فتح الفرص أمام الشركات الأمريكية للاستثمار في العراق من خلال القطاع الخاص العراقي”.
وشدد على “ضرورة بناء شراكة ما بين هذه القطاعات لتطوير القطاع المصرفي في العراق، إذ لا يمكن لأي مستثمر أن يدخل إلى العراق مع وجود قطاع مصرفي ضعيف، فلذلك تم تخصيص مساحة كبيرة لمناقشة هذا القطاع، إضافة إلى شركات التأمين وحماية الملكية الفكرية، لارتقاء العراق إلى منصة البلدان القابلة للاستثمار”.
وأكد أن “زيارة رئيس الوزراء إلى واشنطن، وتوجهه إلى توسيع اللقاءات مع الفئات المتعددة داخل قطاع الاستثمار الأمريكي، ستفتح باباً كبيراً أمام القطاع الخاص العراقي، وأعطينا الفرصة والأولوية لتطوير القطاعات المهمة الخدمية في البلد من صناعات دوائية وإنشائية وغذائية تسهم في تطوير القاعدة الاقتصادية في البلد وتوفر فرص عمل كبيرة للشباب العراقي العاطل عن العمل حالياً”.
وختم قائلاً: إن “أهمية هذه الزيارة تتمثل بأنها ليست زيارة اعتيادية، إنما زيارة اقتصادية تقنية بحتة 100 بالمئة تفتح المجال أمام كل القطاعات العراقية وغير العراقية لتطوير البلد اقتصادياً”.